نسمات المحبين
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك التسجيل في منتدانا
ادارة منتدى نسمات المحبين
ساهم بدعم المنتدى ولو بموضوع يوميا
نسمات المحبين
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك التسجيل في منتدانا
ادارة منتدى نسمات المحبين
ساهم بدعم المنتدى ولو بموضوع يوميا
نسمات المحبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نسمات المحبين

منتدى شبابي ترفيهي بنكهة عراقية تجدون كل ما هو جديد وحصري
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
زائر
أهَلاً ﯛسُهَلاً بْڪُ يَـآ .:: زائر ::. نَـﯜرْت آلمنُتدىْ بتـﯜآجدڪُ ، آخرُ زيآرةْ لڪ ڪانتُ فُيْ  
you tube
https://youtu.be/Iqk5oujZpHg

 

 نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن العراق
الأعضاء
الأعضاء
ابن العراق


ذكر الحمل عدد المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 20/08/2010
العمل/الترفيه : طالب

نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الاول   نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الاول Empty2011-03-31, 03:20

نازك الملائكة، قضية الشعر العربي المعاصر



ملف السفير

الكاهنة

شوقي بغدادي
(سوريا)

أبداً، لا نتعود على الموت. يظل مفاجأة باستمرار، حتى ولو كان الشخص العزيز على فراش المرض القاتل منذ سنوات فكيف إذا كان اسمه نازك الملائكة؟!.
يغدو الموت جريمة حين يقترب من مثل هذه الأسماء اللطيفة التي كانت تعزّينا بصوتها الرقيق المرتعش، من لذة الشعر أن بؤسنا ليس ثقيلا الى الحد الذي كنا نتصوره ما دام هناك شعر مُنعش الى هذا الحد الخارق.
أذكرها الآن بكل جوارحي. منذ ستين عاماً وأنا في ريعان العمر أقارب ما يهب على البلاد من نسمات شرقية آتية من صوب العراق، لم يكن يدهشني اسم مثل اسم نازك الملائكة. كان لجيلنا من المؤمنين بآلهة الشِعر ان هذا الاسم أشبه ما يكون لكاهنة بُعثت حية في معبد سومري عتيق، جاءت كي تعلمنا صلوات الحب، والجمال والحزن، وبالتالي الفرح بالحياة وأن فيها محطات استراحة بهذه الروعة تأخذنا إليها كلما ضاقت بنا سُبل العيش.
وازداد إيماني بها أعمق فأعمق حين اجتمعت بها عام 1957 في مؤتمر الأدباء العرب في القاهرة. وكنا معا نزلاء في فندق واحد اسمه على ما أذكر سميراميس على شاطئ النيل.
كانت لا تتكلم كثيراً، فإذا فعلت ارتعش جسدها مع كل كلمة كانت تنطق بها، فإذا بالحاضرين يصمتون لا لشيء سوى أنهم شعروا أنهم فقدوا القدرة على الكلام أمام كاهنة الحب والشِعر. وحين كان يأتي دورهن للإلقاء في مهرجان الشعر كانت تبدو كمن يوشك ان يتحول الى طيف يهم بالطيران بعيداً، غير أنه يبدو في الوقت ذاته مرتعدا كأنه فرخ في تجربته الأولى للطيران.
لم يكن بين الحاضرين، نساء ورجالاً، امرأة من هذا النوع العجيب. كنا جميعا نبدو عاديين إلا في ساعات معينة متوهجة بنيران الشِعر، إلا نازك فقد كانت تبدو باستمرار امرأة غير عادية في جلوسها، وحريتها، وحركاتها، وعلى الكلام أو في مرابع التسلية التي كانوا يأخذونها إليها أحيانا.
أين هي نازك؟... هكذا كان أصحابها يسألون كلما غابت، فإذا حضرت سكتوا كأن كل شيء قد حضر معها.
لم يكن شِعرها وحده السبب في حضورها الرهيف وإنما في الهالة التي كانت تحيط بشخصها. وحين كنا نتناقش في أمور الشِعر كانت تصغي طويلا، فإذا شاركت بدا أن ليس ثمة مشكلة نختلف حولها ما دام هناك امرأة مؤمنة بما تقوله الى هذا الحد.
ماتت إذن نازك الملائكة. فماذا على الملائكة ان يصنعوا الآن كي يقنعوني ان الدنيا بخير، وأن الشعر العربي في صحة جيدة، وأنه ما يزال ديوان العرب؟!
ليكن الله في عوننا كي نتعود على مواجهة الركاكة والغثاثة قبل ان يلتحق من تبقى من رموز الجمال وهم قلة بنازك الملائكة...

***

تأنيث الحداثة

شوقي بزيع
(لبنان)

ندر أن تحدث أحد عن الحداثة الشعرية العربية إلا وكان الحديث مقروناً بأسماء العراقيين الثلاثة: نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي. فعلى يدي هذا الثالوث الريادي والتأسيسي تمكنت قصيدة الشعر الحر من ان تتبلور وتتطور وترسخ حضورها في ساحة الشعر العربي التي ظلت طوال خمسة عشر قرناً من الزمن حكراً على العمود الخليلي باستثناء بعض التجارب الوزنية المغايرة في الجاهلية والأندلس. وإذا كان البياتي قد تأخر قليلاً عن الملائكة والسياب فإن ما يجمعه بهما ليس فقط التواريخ المتقاربة للولادة والنشر بل كونهم جميعاً، إضافة الى لميعة عباس عمارة، قد درسوا في معهد المعلمين العالي وتخرجوا منه. وهي ظاهرة تستحق الالتفات إليها من قبل الدارسين والنقاد، وخاصة ان الأمر نفسه قد حدث في بيروت فيما بعد، بحيث ان القسم الأوفر من شعراء السبعينيات في لبنان هم من متخرجي هذا المعهد.
اتفق الدارسون جميعهم على تأخر البياتي عن زميليه في الشعر والدراسة، لكنهم لم يتفقوا على رأي واحد بالنسبة لأسبقية نازك أو السياب في نشر أول قصيدة خارجة عن مألوف الشعر العربي. ويبدو ان شاعرة «قراءة الموجة» «وشجرة القمر» قد اهتمت كثيراً بهذا الشأن الذي يعني لها الكثير في ظل سيطرة الرجل وهيمنته الكاملة على السياسة والاجتماع ونظام القيم، كما على اللغة والإبداع. ولذلك فهي تجانب الحذر والخجل، المعروفين عنها على الصعيد الاجتماعي والسلوكي، وتعلن في كتابها النقدي المتميز «قضايا الشعر المعاصر» ان قصيدتها «الكوليرا»، التي كتبتها حول الوباء الفتاك الذي ضرب مصر، هي أول قصيدة عربية مكتوبة وفق نظام التفعيلات الحرة والمتنوعة لا وفق نظام الشطرين. فالقصيدة وفق نازك قد نشرت في بغداد بتاريخ 1/12/1947 في حين ان ديوان السياب الأول «أزهار ذابلة» قد صدر بعد هذا التاريخ بأسبوعين اثنين متضمناً قصيدته الحرة الأولى «هل كان حباً؟». ومع ذلك فإن السياب قد ذيّل قصيدته المذكورة بتاريخ سابق هو 29/11/,1946 ما يعني ان سنة كاملة تفصل بين القصيدتين.
إلا أن السبق الزمني، على أهميته، ليس هو المعيار الحاسم في تحديد قامات الشعراء وعطاءاتهم. لا بل إن هذه الأهمية تتضاءل كثيرا اذا ظلت المحاولة في إطار المصادفة العارضة أو التجريب المحض ولم تكن جزءا من مشروع حداثي أو تصور مغاير للعالم. وما يلفت النظر في هذا الإطار هو ان نازك في كتابها النقدي الصادر في منتصف الخمسينيات تذهب الى القول بأنها لم تكن أول من كتب القصيدة الحرة بل ثمة من سبقها الى هذا النوع من الكتابة بسنوات عديدة. ومن بين هؤلاء المصريون بديع حقي ولويس عوض وعلي أحمد باكثير. لكن الذي سبق الجميع في رأيها هو العراقي احمد مطلوب الذي نشر قصيدته الحرة «النظم الطليق» عام 1921م. ومع ذلك فإن السجال حول ريادة الشعر الحر لم يظل دائماً في سياقه النقدي الصرف بل كانت تداخله أحيانا النعرات العربية القطرية، بحيث يرى بعض اللبنانيين ان هذه الريادة تعود إليهم بالذات عبر نصوص حرة لجبران خليل جبران وأمين الريحاني. دون ان نغفل مزاعم الشاعر اللبناني الراحل فؤاد الخشن من ان قصيدته «سوار الياسمين» المؤرخة عام 1944م. هي أول قصيدة شعرية حرة.
لا تجافي نازك الملائكة الحقيقة كثيراً حين تربط الحداثة بالمشروع والوعي والدعوة، وإن كان الأمر لا يأتي بناء على النوايا الطيبة أو على التعسف والافتعال بل نتيجة لتغيرات الواقع وانسداد أفقه ولقلق الإنسان وحاجته الملحة الى كسر النمط وهتك المحظور وركوب المغامرة. وتتجلى هذه المغامرة في مواقع عدة من دواوين الشاعرة التي تعلن حينا «نسير ولا نستطيع الوصول»، وتعلن حينا آخر:
«سأحلم بالزائر المستحيل الذي لم يجئ». وفي كلتا الحالتين تصيب نازك كبد الحداثة التي هي في جوهرها إصغاء عميق لنداءات المجهول ولبناء يوتوبيا إنسانية جديدة تكون بديلاً افتراضياً عن تلك التي خسرناها.
على ان أهم ما في محاولة نازك الملائكة الجريئة يتمثل في قدرة المرأة العربية على استعادة الزمام من يد الرجل وفي كسر الغلبة الذكورية التي كانت تربط دائماً بين الشعرية وبين الفحولة، وفق ما ذهب إليه الناقد السعودي عبد الله الغذامي. كما ان ثمة دلالات رمزية لافتة لمشاركة نازك في التأسيس الثاني للحساسية الشعرية العربية بعد ان أسهمت الخنساء في التأسيس الأول. وفي رأيي ان الشاعرة التي عاشت في نهاية حياتها، متوارية وشبه منسية، في القاهرة قد تعرضت الى ظلم فادح بعد ان اتهمت زوراً بالارتداد الكامل عن الحداثة، في عملية تماه قاسية بين الردة الإبداعية والردة الدينية. والحقيقة أن من يقرأ كتابها النقدي وآراءها المختلفة لا يتلمس أي شكل من أشكال الردة بل يتحسس خوفاً على الحداثة بعد ان تعرضت للتسيب والفوضى والاستباحة، من جهة، وللنمطية والرتابة والمحاكاة الفارغة من جهة أخرى. ومثل هذه الآراء لا تستحق الرجم بأي حال بل إننا جميعاً مدعوون الى تأملها ومناقشتها بعمق بعد مرور ستين عاماً على قصيدة «الكوليرا» وبعد ان أصبحت الشاعرة نفسها في عهدة الموت.

***

في الإسم شيء من المعنى

قاسم حداد
(البحرين)

سوف أظل أحب نازك الملائكة بوصفها الرمز الشعري لحركة لا تزال فعالية قابلة للتأويل، أقول التأويل وليس التفسير، تفادياً لتفريط حاصل لشعرية الحركة التي لا نزال نتمرغ بغابة عطاياها دون أن نبرأ من مخرجاتها السطحية.
سأحب نازك الملائكة لأن ثمة إشارة شعرية منحني إياها اسمها الشعري الفاتن: (نازك الملائكة).
تعودت أن أصادف في اللغة إشاراتها الرمزية الغامضة قبل أن أخضع لجاهزية معطياتها الذهنية المباشرة.
وقتها، يوم كنا في ستينيات القرن الماضي، كان كل شيء مرتبطاً بالحلم الصادق لسعينا، حلم رومانسي يبدأ من الحب ويعلو عند شهوة تغيير العالم، ويجد تمثله الجميل في الشعر.
لذلك وجدت في اسم نازك الملائكة ما يمنح ولعي بالشعر وأحلام التجديد الشعرية حديقة غنية بالدلالات، فاسم مثل (نازك /الملائكة) لا بد له أن ينتمي للفعل الكوني الخارق من جهة: نازك، وبراءة العمق الروحاني من جهة ثانية: ملائكة.
وإذا كنت أحببت نازك بدءاً من اسمها، فلأن هذا سوف يستقيم، لاحقاً، مع قناعة اكتسبتها من تجربة الحياة والشعر، بأن الشعر ليس فحسب في القصيدة، لكنه سوف يتمثل دائما في الفعل الإنساني اليومي المستمر في الحياة. حيث ستصبح تفاصيل الحياة هي بمثابة الدليل الحي على كوننا شعراء، حتى الذين لا يكتبون الشعر (في القصيدة) يمكن أن نصادفهم شعراء يغنون حياتنا الإنسانية.
لذا سوف اشعر الآن، وأنا أفقد نازك الملائكة، أن أحداً منا يجب ألا يفرط في جمال الدلالات التي تمنحنا إياها الأسماء، ففي التسمية شيء من المعنى.
فربما يسعفنا هذا الالتفات إلى فسحة رحيمة نحتاجها لكي نتمرن على الإصغاء لأصوات أرواحنا، ونحسن الحوار فيما بيننا، انطلاقاً من موسيقى الأسماء في أرواحنا.
الآن،
أي نيزك سوف يحمل ملاكاً شعرياً إلى ملائكة ينتظرون؟

***

الدور التأسيسي وهمّ المراجعة

جودت فخر الدين
(لبنان)

يصعب علينا أن نتجاهل نازك الملائكة إذا أجرينا الحديث على انطلاقة الحركة الشعرية العربية منتصف القرن المنصرم. وأما تقويم شعرها، فمن شأنه ان يضعنا في موقف حذر، أو لنقل في موقف حساس يتطلب منا قدراً كبيراً من الدقة والموضوعية، ولكن، في أية حال، كانت نازك الملائكة جزءاً من الاندفاعة الجريئة التي قتلها الأوائل من شعراء الحداثة إزاء القصيدة العمودية، أو بالأحرى إزاء التقاليد الشعرية الموروثة.
لقد تمثلت بدايات الشعر العربي الحديث بنازك الملائكة، كما تمثلت ببدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي... وغيرهما. ولكن بعد هذه البدايات، را«قضايا الشعر المعاصر». حاولت ان تقدم مفهومها للحداثة، وأرادته ان يكون بسيطاً واضحاً متحرراً من تعقيدات الحياة والثقافة التي راحت تغزو واقعنا العربي على نحو كاسح. ربما أمكننا القول إن الملائكة أرادت ان تأخذ بجوانب معينة للحداثة، وأن تعرض عن جوانب أخرى. ربما أمكننا القول إنها ركزت على الجانب «العروضي» أو «الوزني» في الكتابة الشعرية، أكثر من تركيزها على الجوانب الأخرى الكثيرة. وهذا واضح في كتابها النقدي الذي أشرنا إليه، كما هو واضح في كتاباتها الشعرية.
لقد عاشت نازك الملائكة همومها الشعرية والنقدية متمسكة بدورها التأسيسي. وإذا كانت قد ابتعدت في مراحل معينة عن المشهد الشعري، بهذا القدر أو ذاك، فحسبها أنها ظلت جزءاً لا يمكن إغفاله من حركة الشعر التي تبدو لنا الآن مفتوحة علي مختلف الاحتمالات والآفاق.

***

الريادة المسروقة

منذر مصري
(سوريا)

برغم معرفتي بأنها ما زالت على قيد الحياة، فقد كنت، لفترة طويلة، منساقاً إلى شعور عام، بأنها ماتت منذ زمن.. ماتت كأقرانها من أولئك الذين تنازعوا على ريادة الشعر العربي الحديث بأنواعه، وكذلك القسم الأغلب من الجيل الذي تبعهم، صانعاً لنفسه ما شاء من ريادات، شعراء من طبقة بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ولويس عوض وصلاح عبد الصبور ويوسف الخال وتوفيق صايغ وجبرا إبراهيم جبرا ونزار قباني ومحمد الماغوط... الريادة التي كنت أتمنى، شخصياً، أن نبقيها لها من دون تردد، وذلك كرغبة مني بأنثوية الريادة لشعرنا الحديث، الأمر الذي لا نعرفه نحن العرب بتاريخنا كله. هي التي شعرت بأنها سرقت منها، سرقها أولئك الذكور الملعونون!.. فسارعت لكتابة، واحداً من أول وأهم الكتب، التي تتصدى، على نحو كاد يكون حدساً واستشرافاً، لما سينزلق إليه هذا الشعر من استسهال ونمطية وقوالب جاهزة، ما عبرت عنه بقولها: (التشابه والتكرار الممل).. وذلك كدليل باكر على افتعالية وفجاجة نقطة انطلاقه، وضعف الأساس الذي بني عليه!؟ نازك الملائكة.. إذا نجح في انتزاع ريادتها لهذا الشعر آخرون، فهي بلا منازع رائدة كشف عطوبته وهشاشته.. وبالتالي عطوبة وهشاشة الحداثة العربية برمتها، الحداثة التي لم تجد سوى الشعر رائداً لها. وهذا ما يجعلني أعترف بأن كل ما أحتفظ به من شعر الملائكة هو كتابها ذاك (قضايا الشعر المعاصر) الذي منذ أن قرأته متأخراً في طبعته الثالثة عام 1971 جعلني أرى، بوضوح كاف، النهاية المسدودة لذلك الطريق الملتوي.
غير أن أكثر ما همني في هذا الكتاب المشاكس، هو الفصل المخصص بقصيدة النثر، حيث في ردة فعلها على مجلة (شعر) أبدت الملائكة، أكثر ما باستطاعتها من قسوة وتحجر، معبرة عن رأيها الصريح بأن: (وقد تبنت مجلة (شعر) هذه الدعوة الركيكة الفارغة من المعنى!؟). ومع أنها اعترفت مراراً بأنها اتبعت في قصيدتها (كوليرا) الأسلوب الإنكليزي. فهي تقول عن (شعر) بأنها مجلة بلغة عربية وروح أوروبية!؟ ولا تجد سوى الاستغراب من أن يرضى جبرا إبراهيم جبرا نفسه تسمية ما يكتبه توفيق الصايغ بأنه شعر!؟ منتهية إلى حكم ملتبس لحد كبير، بأنه: (إذا استحال معنى كلمة (شعر) إلى التعبير عن النثر... غير أن الشعر وجد لنفسه اسماً آخر صادقاً ينص على الوزن الذي حاولوا قتله. ولسوف يبقى الناثرون حيث كانوا مع الناثرين).
هي ماتت .. لفظة دون معنى/ وصدى مطرقة جوفاء يعلو ثم يفنى). هذا من شعر نازك الملائكة، وقد وجدت نفسي أتلوه المرة بعد المرة، وأنا أكتب هذا عنها. هي التي كتبت في إحدى رسائلها لعيسى الناعوري: (لست مسؤولة عما صار الشعر الحر إليه اليوم.. أما المعارضة فهي المدرسة الكبرى في نظري.حت الملائكة تبتعد قليلاً أو كثيراً عن المشهد الشعري، وراح التمثيل الأبرز ينتقل الى آخرين التحقوا بالركب، وفي طليعتهم شعراء مجلة «شعر»، ولعل ادونيس من بينهم هو الذي راح يبلور المفاهيم والمرامي التي انطوت عليها حركة الحداثة الشعرية، ليس في شعره فقط، وإنما على وجه الخصوص في مقالاته ودراساته.
لو أردنا اليوم ان نتقصى أثراً لنازك الملائكة في حركة الشعر الحديث، التي مضى على انطلاقتها أكثر من نصف قرن، لربما أمكننا القول إن حضورها ليس ملحوظاً كحضور البعض من أبناء جيلها، وعلى رأسهم السياب. يصعب علينا مثلا ان نتكلم على اتجاه شعري يمكننا ان ننسبه إليها، وأن نلحظ بالتالي تأثيراً له في الأجيال التي تعاقبت على مر العقود السابقة. ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع ان نهمل ما قدمته الملائكة في الشعر، وكذلك في النقد، إذا ما أردنا ان نؤرخ للأدب العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
قد تكون الفضيلة الكبرى لنازك الملائكة أنها أبقت على «الحداثة» في موضع الشك، أو المراجعة، أو النقد. لم تندفع اندفاعاً حماسياً أو متهوراً، كما أنها لم تلتزم موقف التزمت أو الانحياز للماضي. كانت كمن يتقدم، ثم لا يلبث ان يستدرك محاولاً النظر الى ما حققه مشككاً فيه، أو خائفاً من الشطط أو المغامرة في جانب من جوانبه. ومثل هذا الاستدراك يبدو ضرورياً، خصوصاً اذا نظرنا الى ما آلت إليه اليوم حالة الشعر من فوضى وتخبط.
لقد ظلت نازك الملائكة مأخوذة بدورها التأسيسي. وربما حاولت ان ترسي قواعد لاتجاه جديد في الشعر، وهذا ما أظهرها أحيانا في موقع المحافظ، أو المتراجع إزاء المتاهات المستجدة. لقد حاولت الملائكة ان تعبر عن وجهة نظرها الخاصة في كتابها المعروف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الثاني
» نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الثالث
» نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الرابع
» نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء الخامس
» نازك الملائكة،قضية الشعر العربي المعاصر -الجزء السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نسمات المحبين :: منتديات الادب والثقافة :: قسم الشعر والخواطر-
انتقل الى: